محافظة أربيل

محافظة أربيل

محافظة أربيل

في العهد العثماني، كانت أربيل قضاءً تابعاً للواء الموصل. ولكن بعد زوال العثمانيين ومجيء الإنجليز إلى المنطقة، حدثت تغييرات في نظام إدارة المؤسسات وظهر نمط جديد من الإدارة. كانت أربيل في طليعة هذه التغييرات. في عهد الإنجليز، كان "الحاكم السياسي" يعمل في الألوية، و"مساعد الحاكم السياسي" يقيم في الأقضية. كان (دبليو. آر. هاي)، وهو ضابط إنجليزي، أول مساعد للحاكم السياسي في أربيل، ثم عندما أصبحت أربيل محافظة، أصبح هو نفسه الحاكم السياسي للمدينة.

في كتابه "عامان في كردستان"، الذي يضم مذكراته، يصف هذا التغيير على النحو التالي:
عندما احتل الجيش الإنجليزي العراق وكردستان، استولى على مدينة كركوك في 27/10/1918، وفي نهاية نفس الشهر سيطر على (آلتون كوبري). ثم في 30/10/1918، تم توقيع وقف إطلاق النار بين الحلفاء وتركيا. وكان من المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 31 من نفس الشهر. في ذلك الوقت، كان (دبليو. آر. هاي) في مندلي، وصدر أمر بتعيينه مساعداً للحاكم السياسي في آلتون كوبري. في 3/11/1918 وصل إلى آلتون كوبري وبدأ عمله. في 7/11/1918، تلقى برقية تأمره بالذهاب إلى كركوك لمقابلة (الميجور نوئيل)، الذي كان الحاكم السياسي لكركوك والمسؤول عن تنفيذ السياسة في جنوب كردستان، بهدف تلقي النصائح حول السياسة التي يتبعونها.

أثناء وجوده في كركوك، تلقى برقية تطلب إرسال ضابط سياسي مع قوة صغيرة إلى أربيل لاستلامها فوراً من الأتراك وفقاً لبنود وقف إطلاق النار. كُلف (هاي) بهذه المهمة من قبل (نوئيل)، وهكذا حصل على رسالة موجزة من قائد قوات كركوك وتوجه نحو أربيل. وصل إلى أربيل في 10/11/1918 الساعة 1 بعد الظهر. بعد الاستقبال، تناول الغداء ضيفاً على (أحمد أفندي). بعد الغداء، في الساعة 3 مساءً، ذهب إلى معسكر الأتراك غرب أربيل وسلم الرسالة إلى قائد القوات التركية، الذي كان رجلاً قصير القامة من القوقاز. بعد قراءة الرسالة، أبدى القائد التركي موافقته على مغادرة أربيل في اليوم التالي، لكنه اقترح أن تبقى مستشفياتهم في أربيل. في الرد، قال (هاي): "أصررت على أن يتركوا طبيباً معهم، لكن القائد التركي رفض ذلك ووعد بأخذ المرضى معهم". ثم اتضح أنهم كانوا قد وزعوا جميع المرضى على منازل أهالي أربيل.

"جلبت معي ضابطاً تركياً لتسليم المستودعات"، ثم في المساء أصبح ضيفاً في ديوان أحمد أفندي وفي الصباح ودع القائد التركي، وبعد ذلك التقى بوجهاء وشيوخ أربيل وتحدث معهم عن الوضع. خلال هذه الفترة التي كان فيها (H) في أربيل، تم إرسال برقية تفيد بأن (النقيب موري) قد تم تعيينه في أربيل وأنه يجب على (H) العودة إلى ألتون كوبري. وفقاً لذلك، في يوم (13/11/1918) وصل النقيب (موري) إلى أربيل و(H) سلم له زمام الأمور وعاد إلى ألتون كوبري.

في يوم (15/2/1918) تولى إدارة شؤون هذه المنطقة، ثم حصل على إجازة وذهب إلى لندن، حتى يوم (30/6/1919) عاد إلى الموصل عبر حلب، وهناك تلقى أوامر فورية بالعودة إلى أربيل لاستلام منصب مساعد الحاكم السياسي من (مور).

في يوم 3/7/1919 عاد إلى أربيل وبدأ عمله. خلال هذه الفترة، تم تقديم العديد من المقترحات لجعل أربيل محافظة مستقلة منفصلة عن الموصل، لتشمل قضاء كويسنجق (الذي كان تابعاً للسليمانية حتى ذلك الوقت) ورواندوز. من الواضح أن هذا الترتيب كان مفيداً جداً، لأن الطريق الوحيد المناسب والملائم إلى رواندوز يمر عبر أربيل، كما أن كويسنجق كان بإمكانها الاتصال بأربيل بسهولة أكبر مقارنة بالسليمانية. يقول (دبليو-آر-إتش):

"في يوم 29/10/1919، ذهبنا مع (أحمد أفندي) رئيس بلدية أربيل بالقطار عبر طريق الشرقاط إلى بغداد للتفاوض مع (العقيد ويلسون)، القاضي الملكي العام في العراق حول هذه المقترحات والتوصل إلى قرار. ثم قال: "لم يكن ويلسون راغباً في قبول المشروع الجديد ولم يمنعه حتى تتاح له الفرصة لزيارة (مستر بيل) في أربيل وتقديم نصائحه".

كما يقول: "بقينا في بغداد أربعة أو خمسة أيام، وفي مساء يوم (31/11/919) قبل ساعة أو ساعتين من عودتي، أخذني العقيد ويلسون جانباً وأبلغني أن المقر العام تلقى خبراً مفاده أن (مستر بيل) القاضي السياسي للموصل والنقيب (ك. سكوت) مساعد القاضي السياسي في عقرة قد قُتلا كلاهما في (بيره كبرا) في منطقة زيبار". وهكذا يقول: "بقلب مليء بالألم والحزن تلقينا هذا الحدث غير المتوقع". ثم يقول: "في يوم (4/1/1919) عدت إلى أربيل، ولم يكن هذا الحدث قد انتشر بين الناس، إلا بعد بضعة أيام عندما بدأ الناس في المدينة يتحدثون عنه".

تم الإشارة إلى تاريخ تحول مدينة أربيل إلى محافظة في العدد 884 من صحيفة العراق الصادرة في 12 نيسان 1923، حيث ذُكر أنه في الأول من تشرين الثاني 1919 أصبحت أربيل شبه لواء مستقل، تابع للواء كركوك، وفي عام 1923 أصبحت لواءً مستقلاً بالكامل، تابعاً مباشرة لوزارة الداخلية العراقية. تم تعيين أحمد عثمان متصرفاً لأربيل براتب شهري قدره 1000 روبية، وكان قبل ذلك رئيساً لبلدية أربيل. واليوم، يمر 100 عام على تحول مدينة أربيل إلى محافظة."